ماذا يحدث لكبدك عند تناول مكملات الكركم يوميا لفترات طويلة؟
كتب : أحمد فوزي
الكركم
رغم أن الكركم يُعد من التوابل الآمنة والشائعة في الطبخ والطب التقليدي، فإن تناوله في صورة مكمّلات غذائية بجرعات عالية قد يرتبط في بعض الحالات بآثار سلبية على الكبد، وفق تقارير طبية دولية.
يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، ماذا يحدث لكبدك عند تناول مكملات الكركم يوميا لفترات طويلة؟ وفقًا لـ"verywellhealth".
ما المخاطر المحتملة لمكملات الكركم على الكبد؟
تشير تقارير طبية إلى تسجيل عشرات الحالات من إصابات الكبد المرتبطة باستخدام مكملات الكركم أو المادة الفعّالة فيه "الكركمين"، بما في ذلك حالات التهاب الكبد غير المعدي والركود الصفراوي.
وبحسب شبكة إصابات الكبد الناجمة عن المخدرات (DILIN)، فإن 10 حالات من أصل 2392 إصابة كبدية تم رصدها بين عامي 2004 و2022 كانت مرتبطة بمكملات الكركم. واستغرق ظهور الأعراض في هذه الحالات نحو 86 يومًا في المتوسط بعد بدء الاستخدام، وشملت الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- اليرقان.
- آلام البطن.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
وتعافى أغلب المرضى بعد وقف المكمل، إلا أن بعضهم احتاج إلى دخول المستشفى، وتم تسجيل حالة وفاة واحدة على الأقل نتيجة فشل كبدي مرتبط بتناول جرعات عالية من الكركمين.
لماذا ترتبط المكملات بمخاطر أعلى؟
ترجع المخاطر غالبًا إلى ما يلي:
- جرعات مرتفعة من الكركمين بالمقارنة بالكميات الموجودة في الطعام.
- وجود مواد تعزز الامتصاص مثل "البيبيرين"، ما يزيد كمية المادة الفعالة في الدم.
- تلوث بعض المنتجات بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ، وهو ما يُشكل عامل خطر إضافيًا على الكبد.
ما الجرعات الآمنة والمسموح بها من مكملات الكركم؟
- تُستخدم جرعات تتراوح بين 500 – 2000 ملغ يوميًا بأمان في أغلب الدراسات.
- تناول جرعات تتجاوز 8 غرامات من الكركمين يوميًا غير موصى به.
- الجرعات الغذائية من الكركم في الطعام (حتى 2 غرام يوميًا) تُعد آمنة وغير مرتبطة بمخاطر كبدية.
متى يُنصح بتجنب مكملات الكركم؟
قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للخطر، مثل:
- المصابين مسبقًا بأمراض الكبد.
- الحوامل والمرضعات.
- من يتناولون أدوية تؤثر في الكبد مثل الأسيتامينوفين.
- من لديهم استعداد جيني لمشكلات الكبد.
كما يمكن للكركم التفاعل مع بعض الأدوية، ما يستدعي استشارة طبية قبل الاستخدام المنتظم.
هل يمكن أن يفيد الكبد أيضا؟
رغم المخاطر المحتملة للمكملات عالية الجرعة، تُشير أبحاث إلى أن الكركمين بجرعات منخفضة قد يساعد في:
- تقليل الالتهابات
- خفض الدهون المتراكمة في الكبد
- تحسين إنزيمات الكبد خاصة لدى المصابين بما يُعرف الآن بـ مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD).
ويعد الكركم آمن عند استخدامه في الطعام، وقد يحمل فوائد للكبد بجرعات صغيرة. لكن اللجوء إلى المكملات دون استشارة طبية، وخاصةً التركيزات العالية أو المنتجات غير الموثوقة، قد يضع الكبد أمام مخاطر غير متوقعة.
وينصح الأطباء بالحصول على الكركم من مصادر طبيعية، وتجنب الجرعات العالية من المكملات إلا عند الحاجة وتحت إشراف متخصص.