هل يودع العالم مرض السكري في 2026؟- طبيب يجيب
كتب : أحمد فوزي

د.أسامة حمدي
قدم الدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكري والغدد الصماء يجامعة هارفارد الأمريكية، 4 حلول جديدة بشأن علاجات السكري من النوع الأول، خاصة عند الأطفال، من أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية مؤخرًا، واصفها بأنها طفرات مبشرة.
يستعرض، "الكونسلتو" في التقرير التالي، 5 علاجات جديدة لمرضى السكري من النوع الأول خاصة الأطفال، وفقًا للدكتور أسامة حمدي.
ما هي علاجات السكري من النوع الأول الجديدة؟
1- انسولين عن طريق الاستنشاق
انتهت الأبحاث الخاصة بالأطفال من سن 4 – 17 سنة بنجاح، لتثبت أن أخذ الأنسولين بهذه الطريقة السهلة لا يقل تأثيره عن الأنسولين عن طريق الحقن.
ووجدت الدراسة التي أجريت على 230 طفل ومراهق ولمدة 26 أسبوع عدم زيادة الوزن، ونقص في نوبات انخفاض السكري، ورضاء المرضى على سهولة الطريقة.
هذا الانسولين المسمى افريزا Afrezza يعطى عن طريق جهاز صغير يشبه الصفارة، يستنشق منها المريض الأنسولين إلى الرئتين، وقد سبق الموافقة عليه للكبار من سن 18 سنة، ويستخدم حاليًا بنجاح في الكبار وبدون أعراض جانبية مقلقة.
نتائج الأبحاث معروضة الآن أمام هيئة الغذاء والدواء الامريكية للموافقة عليه للأطفال، والتي من المنتظر أن تتم في نهاية هذا العام، أو أول عام ٢٠٢٦، ليرحم الأطفال من شكات الأنسولين اليومية قبل الوجبات، ولكن سيستمر الحاجة إلى حقنة واحدة من الأنسولين طويل المفعول يوميًا، فأنسولين الاستنشاق قصير المفعول فقط.
اقرأ أيضًا: طفرة علمية- أسامة حمدي يكشف عن علاج جديد للسكري والسمنة معًا
2- بنكرياس صناعي جديد أكثر دقة
تمت الموافقة النهائية على بنكرياس صناعي جديد يعرِف كيف يميز بين نوعيات النشويات المختلفة، ويضخ الأنسولين أوتوماتيكيًا على فترات زمنية مختلفة تتناسب مع نوعية النشويات التي يتناولها المريض، فالخبز يختلف عن الأرز وعن المكرونة أو البيتزا.
كما يمكن تثبيت هدف انضباط السكر حتى مستوى 87 أوتوماتيكيًا، وبدون خطر انخفاض السكر، وهى نسبة انضباط شديدة.
والجهاز المسمى تويست Twiist يمكن لصقه على الجلد، أو يعلق بكليب على الحزام، ويمكن التحكم فيه عن طريق التليفون، أو ساعة أبل Apple watch. بدأَ تسويق الجهاز في أمريكا، وسأبذل قصارى جهدي ليكون متاحًا في القريب العاجل في مصر.
3 - جهاز يقيس السكر في الدم بصورة متصلة لمدة 5 سنوات
يزرع هذا الجهاز الصغير جدًا تحت عظمة الترقوة، ويوضع رأسه الصغير داخل وريد في منطقة الصدر، تماما مثل منظم ضربات القلب.
دقه الجهاز في قياس السكر مذهلة لأنه يقيس السكر مباشرة في الدم وليس من السائل الخلوي تحت الجلد كالأجهزة الحالية، ويعطي القراءة بصورة مستمرة، ويستمر الجهاز في العمل دون انقطاع لمدة 5 سنوات متتالية وبدون الحاجة لتغيير بطاريته.
هذا الجهاز دخل بالفعل في المراحل النهائية للأبحاث ليكون متوفرًا للمرضي في خلال العامين القادمين.
قد يهمك: القضاء على السكري بالخلايا الجذعية.. التفاصيل الكاملة
4- العلاج بالخلايا الجزعية المُخلّقة
انتهت بنجاح أبحاث المرحلة الأولى والثانية، ودخلت الشركة في أبحاث المرحلة الثالثة على 50 مريض في 25 مركز بحثي.
نتائج المرحلة الاولى والثانية على 12 مريض كانت مبشرة جدًا، فلم يحتاج 10 منهم لأى أنسولين خارجي، والاثنان الأخران انخفضت جرعة الأنسولين التي كانوا يعالجون بها بنسبة 92%.
تحقن هذه الخلايا الجزعية المفرزة للأنسولين في وريد الكبد، ويحتاج المريض لأدوية مثبطة للمناعة للحفاظ على صحة الخلايا ويمنع مهاجمتها بالجهاز المناعي للجسم.
هذا العلاج والمسمى "زيميسليسل Zimislecel" سيقدم لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية لاعتماده في 2026، وسيكون مكلفًا جدًا في البداية، وسيصرح به أولًا لنوعية خاصة من المرضى الذين يعانون من نوبات انخفاض السكر الشديدة، ولكنه سيكون متاحًا بصورة أكبر، وبتكلفة أقل في 2028، كما ذكرت من قبل.
5- خلايا جزعية لا يراها الجهاز المناعي hypoimmune cells
هذه الخلايا يمكن استخدامها كالطريقة السابقة ولكن دون الحاجة لأدوية تثبيط المناعة.
نجحت أول حالة تجريبية، وعاشت الخلايا داخل الجسم دون مهاجمتها من الجهاز المناعي لمدة سنة.
وستستمر هذه الأبحاث المبشرة على عدد أكبر، ولكن لا أتوقع أن تنتهي من المراحل الثلاث قد قبل 4 سنوات على الأقل من الآن.
بهذه العلاجات المبشرة، والتي لازال معظمها قيد التجارب السريرية والأولية، إلا أن ما تم تجربته مبشر بالأمل وحقق طفر ات كبيرة في التعامل مع المرض المزمن، وربما تشهد السنوات المقبلة القضاء نهائيا على مرض السكري.