البلوغ المبكر- هل هناك ما يدعو للقلق؟

كتبت - هدى عبد الناصر

البلوغ المبكر هو مصطلح يشير إلى البلوغ الذي يبدأ قبل الموعد المعتاد بكثير، وفي الأغلب يكون قبل سن الثامنة لدى الإناث و التاسعة لدى الذكور، وقد يشعر البعض بالقلق إذا حدث البلوغ المبكر لأبنائهم، لذا يتسائل البعض عن الأسباب وأنواع البلوغ.

يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي كل ما يتعلق بالبلوغ المبكر وفقًا لما ذكره "clevelandclinic".

اقرأ أيضًا: طرق بسيطة تجعل وقت الاستحمام ممتعًا للأطفال في الصيف

أنواع البلوغ المبكر

هناك نوعان رئيسيان من البلوغ المبكر

1- البلوغ المبكر المركزي

البلوغ المبكر المركزي هو النوع الأكثر شيوعًا. يحدث عندما يُفرز دماغ طفلكِ هرمون مُطلق الغدد التناسلية (GnRH) مُبكرًا جدًا. هذا يُؤدي إلى إفراز الخصيتين أو المبايض للهرمونات الجنسية ( الأندروجينات ) مُبكرًا جدًا.

2- البلوغ المبكر المحيطي

يحدث البلوغ المبكر المحيطي نتيجةً لمشاكل في الأعضاء التناسلية لطفلك (المبيضين أو الخصيتين) أو الغدد الكظرية . وينتج أحيانًا عن التعرض للهرمونات من البيئة المحيطة. ومن بين الأسماء الأخرى للبلوغ المبكر المحيطي البلوغ المبكر المستقل عن الغدد التناسلية والبلوغ المبكر المحيطي.

من هو المتأثر بالبلوغ المبكر؟

يمكن لأي طفل أن يُصاب بالبلوغ المبكر. وتنتشر هذه الحالة لدى الإناث أكثر من الذكور.

ما هي أسباب البلوغ المبكر؟

تختلف أسباب البلوغ المبكر باختلاف نوعه.

1- البلوغ المبكر المركزي

يحدث البلوغ المبكر المركزي عندما يُفرز دماغ طفلكِ هرمون GnRH مبكرًا جدًا، مما يُؤدي بدوره إلى إفراز الخصيتين أو المبايض للأندروجينات مبكرًا جدًا. في معظم الحالات، لا يُعرف سبب ذلك، وخاصةً لدى الإناث. قد تشمل الأسباب ما يلي:

صدمة الدماغ

أورام المخ

التهابات الدماغ

تشوهات الدماغ

العلاج الإشعاعي

2- البلوغ المبكر المحيطي

مشاكل في الأعضاء التناسلية أو الغدد الكظرية لدى طفلك تُسبب البلوغ المبكر المحيطي. قد تشمل الأسباب ما يلي:

أورام المبيض أو الخصيتين أو الغدة الكظرية

الأورام التي تفرز هرمون الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG)

الحالات الوراثية، مثل متلازمة ماكون-ألبرايت

قصور الغدة الدرقية الشديد

اضطرابات الغدة الكظرية ، مثل تضخم الغدة الكظرية الخلقي

أحيانًا، يُسبب التعرض لهرمونات من مصادر خارج جسم طفلكِ البلوغ المبكر المحيطي. على سبيل المثال، التعرض لمنتجات مثل الكريمات أو الأدوية أو المكملات الغذائية التي تحتوي على الإستروجين أو التستوستيرون أو الأندروجين.

ما هي علامات البلوغ المبكر؟

تشمل علامات وأعراض البلوغ المبكر لدى كلا الجنسين حب الشباب ، ورائحة الجسم الكريهة، وطفرة النمو. كما يُسبب البلوغ المبكر ظهور السمات الجنسية مبكرًا. وتشمل هذه السمات لدى الإناث:

نمو الثدي

الدورة الشهرية

شعر العانة والإبط

قد يؤدي البلوغ المبكر عند الذكور إلى:

صوت أعمق

شعر الوجه والعانة وتحت الإبط

تكبير القضيب والخصيتين

تنمية العضلات

ما هي عوامل الخطر لهذه الحالة؟

يؤثر البلوغ المبكر عادةً على فئات معينة من الأطفال بشكل أكبر. الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة هم:

الإناث

الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة

الأطفال السود

ما هي المضاعفات المرتبطة بالبلوغ المبكر؟

قد يُسبب البلوغ المبكر طفرة نمو لدى الطفل، ولكن مع انتهاء البلوغ، يتوقف الطفل عن النمو. لذلك، قد يكون أقصر من الأطفال الآخرين في نفس عمره. كما قد يُسبب البلوغ المبكر إحراجًا للأطفال الذين ينمون بسرعة أكبر من غيرهم.

يمكن أن تؤدي هذه المشكلات إلى مشاكل سلوكية وعاطفية واجتماعية. قد يعاني الأطفال من القلق والاكتئاب، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات تعاطي المخدرات والانخراط في سلوكيات عالية الخطورة.

كيف يتم تشخيص البلوغ المبكر؟

سيقوم مقدم الرعاية الصحية لطفلك بإجراء فحص بدني وطرح أسئلة حول التاريخ الطبي لطفلك.

قد يطلبون تصوير يد طفلك ومعصمه بالأشعة السينية للتحقق من عمره العظمي. إذا كان جسم طفلك يُنتج هرمونات تناسلية زائدة، فإن عظامه تنضج أبكر من الطبيعي، مما يُشير إلى بلوغ مبكر.

قد يطلب طبيب طفلكِ أيضًا فحوصات دم لقياس مستويات الهرمونات لديه. ستفحص هذه الفحوصات هرمونات الغدة النخامية لدى طفلكِ - الهرمون الملوتن (LH) والهرمون المنبه للجريب (FSH) . يتحكم هذان الهرمونان في البلوغ. كما سيفحصان مستويات الهرمونات الجنسية لدى طفلكِ.

قد يوصي طبيب طفلك بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ . يساعد هذا الفحص في استبعاد وجود مشاكل في دماغ طفلك، مثل الأورام.

قد يطلب طبيب طفلكِ إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للحوض إذا اشتبه في إصابة طفلكِ بالبلوغ المبكر المحيطي. يتحقق هذا الفحص من وجود أورام في المبيض أو الغدة الكظرية في حوض طفلكِ والغدد الكظرية. قد تُسبب هذه الأورام أحيانًا البلوغ المبكر لدى الإناث.

وبناءً على النتائج التي توصلوا إليها، قد يحيلك مقدم الرعاية الصحية لطفلك إلى طبيب الغدد الصماء للأطفال .

كيف يتم علاج البلوغ المبكر؟

يعتمد علاج البلوغ المبكر على نوعه.

1- البلوغ المبكر المركزي

الهدف الرئيسي من علاج البلوغ المبكر المركزي هو إيقاف إنتاج الغدة النخامية لهرموني LH وFSH. سيؤدي إيقاف الإنتاج إلى إبطاء علامات البلوغ وتأخير الدورة الشهرية. يشمل العلاج عادةً مُنَبِّه GnRH ( مانع البلوغ )، وهو هرمون صناعي (من صنع الإنسان) يعمل عن طريق إيقاف إنتاج هرمونات التكاثر أو النمو. سيُعطي طبيب طفلك حقنة من الدواء على فترات منتظمة حتى يصبح البلوغ آمنًا.

قد يهمك: تجنب إضافة السكر والملح إلى طعام طفلك لهذه الأسباب

2- البلوغ المبكر المحيطي

يُعدّ التخلص من مصدر الهرمونات التناسلية علاجًا للبلوغ المبكر المحيطي. يحتاج بعض الأطفال إلى جراحة لإزالة ورم أو كتلة أخرى تُسبب أعراض البلوغ المبكر. وقد يحتاج آخرون إلى أدوية مثل الستيرويدات المعروفة باسم الجلوكوكورتيكويد. قد يكون التخلص من مصدر خارجي للهرمونات التناسلية، مثل كريمات الإستروجين، كافيًا لوقف البلوغ المبكر.