أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

«التوهم المرضي».. هل يتحول إلى حقيقة؟

05:16 م الثلاثاء 16 يناير 2018
«التوهم المرضي».. هل يتحول إلى حقيقة؟

أسماء أبو بكر

«التوهم المرضي».. اضطراب نفسي يشكو المصاب به من وجود آلام في أماكن متفرقة في الجسم ليس لها صفة طبية معروفة، ويتوهم بعدها أنه يعاني من مرض خطير، ولا يقتنع بآراء الأطباء والفحوصات الطبية التي تثبت أنه لا يعاني من أي أمراض عضوية.

ويقول الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن من يعاني من التوهم المرضي غالبًا ما يكون شخص شكاك بطبعه، يتصف بالحساسية الزائدة تجاه مرض ما، والخوف من أبسط الأمور وتهويلها، بالإضافة إلى الاهتمام الزائد بجسده وكثرة فحصه والتفتيش فيه.

ويضيف الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن التوهم المرضي يرجع لعدة أسباب، من بينها: معاناة أحد المقربين من هذا الشخص من مرض ما وربما يكون أدى به إلى الوفاة، وبالتالي يتوهم أنه سيُصاب بنفس المرض، أو أن يكون قد أُصيب هذا الشخص بالفعل بمرض ما، لكنه تعافى منه ويتوهم أنه ظهر مرة أخرى، وإذا كان شخص وسواسي بطبعه فربما يتوهم المرض بمجرد القراءة عنه.

هل يتحول التوهم لحقيقة؟ 

التوهم المرضي يدفع المصاب به إلى التردد على الكثير من الأطباء وعمل فحوصات وإجراء تحاليل كثيرة، وربما يلجأ في بعض الأحيان إلى تناول أدوية دون استشارة الطبيب، وبالتالي تزداد الشكوى لأن هذه الأدوية قد تسبب له أعراض جانبية تؤدي بالفعل إلى مشاكل صحية عضوية.. هذا ما يقوله الدكتور يسري عبد المحسن، الذي أشار إلى أن التوهم المرضي في بعض الأحيان قد يصاحبه أعراض اكتئاب.

الدكتور وليد هندي يتفق مع «عبد المحسن» مضيفًا أنه في بعض الحالات قد يؤدي لأمراض نفسية أخرى إذا استمر لفترة طويلة، كالوسواس القهري، أو انفصام أو ازدواج الشخصية أو اضطراب تشوه صورة الجسم.

ويشير استشاري الصحة النفسية إلى أن التوهم المرضي يؤثر على الحياة الاجتماعية للشخص الذي يعاني منه، لأنه يركز كل اهتمامه على صحته وجسده ويعيش مع أوهامه، وبالتالي ينفصل وينعزل عمن حوله.

هكذا تتخلص من أوهامك

يقول «هندي» إن علاج التوهم المرضي يتطلب زيارة طبيب نفسي يتحدث مع المريض عن أفكاره ومعتقداته والظروف التي يمر بها، ليكتشف الأسباب والصراعات الداخلية التي أدت إلى أصابته بالمرض، ومن ثم يساعده على التغلب عليه، مؤكدًا أهمية العلاج الاجتماعي، أي أن يقدم له المحيطون به الدعم مع محاولة إشراكه في بعض المسئوليات والأنشطة الاجتماعية والترفيهية لشغل وقت فراغه وكنوع من التنفيس الانفعالي.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية