استشاري نفسي: "ثقل الدم" صفة وراثية يعززها أسلوب التربية.. وهذه طرق التعامل معه
كتب : أحمد فوزي
ثقيل الدم
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الحضور الثقيل للشخص، أو ما يُعرف في اللهجة الدارجة بـ"الدم الثقيل"، هو عامل وراثي يكتسبه الشخص من والديه، كما يكتسب منهما أيضًا "خفة الدم"، إذ إن الجينات المنقولة من الأب والأم هي التي تشكل شخصية الفرد.
ما أسباب "ثقل الدم" لدى بعض الأشخاص؟
وأضاف أن التربية تُعد عاملًا مساعدًا على تنمية الصفات المكتسبة وراثيًا، حيث إن تعبيرات الطفل وردود أفعاله، سواء كانت خفيفة أو ثقيلة، تُقابل برد فعل من الوالدين، فإذا كانت ردود الأفعال مشجعة على المرح، سيكون الطفل شخصًا مرحًا ومقبولًا في مجتمعه لاحقًا، أما إذا قوبلت تصرفاته بحدة من قبل والديه، فإنه سيخرج إلى المجتمع غير قادر على التأقلم معه، وغير مدرك لأهمية السلاسة في التعامل مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: أعراض تستدعي زيارة الطبيب النفسي- احذرها
الرفض الاجتماعي لشخص ما بسبب جيناته الوراثية وطريقة تربية
وأوضح هندي أن السلوكيات والصفات الشخصية، سواء كانت ذكاءً أو غباءً، مرحًا أو كآبة، قبولًا أو رفضًا، هي جميعها ناتجة عن الجينات المتوارثة، وتُعززها البيئة التي ينمو فيها الإنسان، خاصة خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة.
ما أسباب عدم القبول الاجتماعي للشخص الكئيب؟
وأكد أن الأشخاص الذين يعانون من تلك المشكلة غالبًا ما يكونون غير مدركين لحجمها، وهي عدم القبول بين الناس، موضحًا أن ذلك ينعكس على حياتهم المستقبلية، إذ يعانون من قلة الحظ في الزواج ويواجهون صعوبات في إيجاد شريك حياة، فضلًا عن المشكلات في بيئات العمل، إذ إن الكآبة تبعث على النفور من الشخص غير العابئ بتغيير سلوكياته الخاطئة.
وأشار إلى أن الشخص الذي يعاني "ثقل الدم" دائمًا ما يُلقي اللوم على الآخرين في فشله، إذ يفشل في تحقيق أي نجاحات سواء على الصعيد العملي أو الاجتماعي، وغالبًا ما يقضي معظم حياته في عزلة تامة، بسبب هروب الناس من التعامل معه، لأنه لا يبعث على التفاؤل أو تقديم الحلول، بل يميل إلى تصدير المشكلات وإحداثها.
قد يهمك: نصائح لتأهيل الطفل قبل زيارة الطبيب النفسي
كيف تتعامل مع الشخص "ثقيل الدم"؟
وعن طريقة التعامل مع هؤلاء الأشخاص، أكد الدكتور وليد هندي أن التعامل معهم يكون بحذر شديد، مع الوعي التام بأنهم لا يتفهمون المواقف أو حجمها بدقة، إذ إن نسبة الإدراك لديهم تكون قليلة، لافتًا إلى أهمية تجنب الصدام معهم تجنبًا للعدوى بالكآبة المؤقتة.