أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

هاني عارف: السكتة الدماغية السبب الثاني للوفاة في مصر.. (حوار)

05:51 م الإثنين 10 ديسمبر 2018
هاني عارف: السكتة الدماغية السبب الثاني للوفاة في مصر.. (حوار)

الدكتور-هاني-عارف-2

- غياب الوعي جعل 1% من المصابين بالسكتة الدماغية يصلون المستشفى في الوقت المناسب مقارنة بـ40% في ألمانيا.

- إجراءات ضرورية يجب اتباعها للوقاية من السكتات الدماغية.

- القسطرة المخية وحقن إذابة الجلطة أحدث علاجات لإنقاذ المريض في الساعات الأولى.

حوار– مصطفى عريشة

السكتات الدماغية من الأمراض الخطيرة وتعد السبب الثاني للوفاة في مصر، بالإضافة إلى أنها السبب الرئيس وراء التعرض للإصابة بالإعاقة عند كبار السن.

"الكونسلتو" تحدث إلى الدكتور هاني عارف، أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب جامعة عين شمس، حول مدى وعي المرضى بالسكتة الدماغية، وغيرها من الإجراءات الواجب اتباعها لإنقاذ الحالات في الوقت المناسب

وإلى نص الحوار:

ما نسب الإصابة بالسكتات الدماغية بين المصريين؟

السكتات الدماغية هي السبب الثاني للوفاة بين المصريين والثالث على مستوى العالم، ويصاب بها نحو 250 ألف حالة من المصريين سنويًا، 70 ألف منهم يتعرضون للوفاة، وتترك عدد كبير من الحالات بإعاقة دائمة، لذا هي تمثل السبب الرئيس للإعاقة عند كبار السن.

ما أحدث العلاجات في مجال علاج السكتات الدماغية؟

هناك تقدم كبير في العلاج بالقسطرة المخية، حتى عام 2013 كان دورها محدودًا، وبعد ذلك أصبحنا نستخدم نوع معين من القساطر التي حققت نجاحات كبيرة في العلاج لحالات انسداد الشريان الرئيسي، وأصبح هناك تطور في القسطرة سهّل من طرق استخدامها، بالإضافة إلى محاولات ودراسات تُجرى لزيادة الفترة التي يمكن استخدام القسطرة المخية فيها بحيث تتجاوز الـ6 ساعات الذهبية لأن هناك مخاطر، لذلك إذا تم فتح الشريان وحدث تلفًا في المخ يحدث نزيفًا ويعرض المريض للوفاة.

هل السكتة الدماغية مرض يمكن الوقاية منه؟

السكتة الدماغية يمكن الوقاية منها باتباع العادات الصحية المعروفة أهمها: ضبط مستوى السكر في الدم، وضبط ضغط الدم، وضبط نسبة الدهون في الدم، والمحافظة على الوزن بحيث تكون كتلة الجسم 25 وهو الوزن المثالي، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية، ومن يتبع تلك الإجراءات تكون احتمالية إصابته بالسكتة الدماغية محدودة جدًا.

كيف يمكن إنقاذ مريض السكتة الدماغية؟

في حالة تحرك المريض للمستشفى في الساعات الأولى لإصابته بالجلطة ونسميها الساعات الذهبية، والتي تقدر بـ4 ساعات ونصف بالنسبة لعلاج الجلطة بإذابة الوريد أما بالنسبة للقسطر المخية يجب إنقاذ المريض خلال 6 ساعات من الإصابة وفي بعض الحالات قد تصل إلى 24 ساعة ولكن هذه الحالات تكون وفقًا لمعايير محددة بعد فحصها ولا يمكن تطبيقها في مصر لعدم وجود الإمكانيات الفنية.

لماذا لا يتم إنقاذ كل المرضى في الوقت المناسب؟

المشكلة أن التصور الدائم عن تأخر توجه مريض السكتة الدماغية للمستشفى هو المرور، لكن بعد دراسة أجريناها أكدت أن المشكلة في عدم وجود وعي لدى المرضى والأطباء بمعنى أنه قد لا يعرف المريض أن هذه الأعراض التي طرأت عليه تعني أنه مصاب بسكتة دماغية، وإذا شك المريض أنها سكتة دماغية لا يكون لديه معلومة حول وجوب ذهابه لأقرب مستشفى يعالج السكتات الدماغية في خلال الساعات الذهبية التي تحدثنا عنها، وقد يتوجه للطبيب الذي اعتاد التردد عليه ولا يكون لديه المعلومة لتوجيه المريض.

ومن المفترض وجود رقم هاتف مثل رقم الإسعاف لإنقاذ حالات الإصابة بالسكتات الدماغية في الوقت المناسب، وفي ألمانيا نحو 40% من حالات الإصابة بالسكتات الدماغية يصلون في الساعات الأولى من الإصابة ويتم إنقاذهم، وذلك نتيجة لزيادة الوعي مقارنة بالنسبة الموجودة في مصر وهي 1% رغم تواجد الأدوية والإمكانيات في بعض المستشفيات، ولذلك نحتاج للتوعية بأهمية وصول المريض في الوقت المناسب والمكان المناسب المجهز لعلاج السكتة الدماغية.

كيف يتم علاج السكتات الدماغية في الساعات الأولى؟

هناك طريقتين للعلاج، الأول علاج إذابة الجلطة أو القسطرة المخية، وإذابة الجلطة يحتاج إلى إتمام جميع الفحوصات والفحص الإكلينيكي للمريض في غضون ساعة أو أقل حتى يتمكن من الحصول على حقنة إذابة الجلطة ونجحنا في ذلك وحصلنا على جوائز دولية من الجمعية الأوروبية عن الوحدات الموجودة في قصر العيني ومستشفيات جامعة عين شمس.

أما القسطرة المخية تتم للمريض الذي يتضح أنه يعاني من انسداد لشريان رئيسي في المخ ويمثل عدد هؤلاء المرضى نحو 20% من مرضى السكتات الدماغية، ويتم التأكد من ذلك عن طريق الأشعة المقطعية أو الرنين المغنطيسي ونتدخل بعدها لإذابة الجلطة وسحبها عن طريق القسطرة المخية، ونسبة الشفاء تكون عالية للغاية ويعود المريض لممارسة حياته الطبيعية دون التعرض لأي إعاقة.

وماذا عن طرق العلاج الأخرى حال تعثر المريض عن الوصول في الساعات الذهبية؟

يكون الاعتماد في هذه الحالة على علاج تحفظي وعلاج وقائي بمعنى أننا نمنح المريض علاجات لمنع تكرار الجلطات لأن المريض الذي تعرض لجلطة مخية أكثر عُرضة للإصابة بالجلطات المخية مرة أخرى بنسبة 40%، وذلك وفقًا للدراسات، ونتأكد من سبب الجلطة الأولى سواء كانت من القلب أو نتيجة تصلب الشرايين ونحدد الأدوية المناسبة للمريض وغالبًا ما نستخدم أدوية السيولة مع بعض الأدوية المنشطة لتحفيز خلايا المخ مع ضبط الضغط والسكر والدهون عند المريض، بالإضافة للعلاج الطبيعي الذي يتم على المدى الطويل من خلال تقنيات حديثة مثل جهاز التنبيه المغناطيسي للمخ الذي يساعد على تحفيز وظائف المخ لتعويض الإصابة التي حدثت، لكن مهما كان لا يمكن الشفاء التام في هذه الحالات.

ما الذي يحدث من الناحية الطبية في حالة التعثر عن العلاج في الساعات الأولى للسكتات الدماغية؟

يحدث تلفًا لخلايا المخ بسبب تأخر وصول الدم، وعندما تتلف الخلايا لا يمكن تصليحها نهائيًا ويصاب المريض بإعاقة طوال حياته، وما نقوم به في الساعات الأولى للجلطة هو محاولة إنقاذ خلايا المخ التي لم تتلف، عن طريق فتح الشريان المغلق الذي يوصل الدم للمخ.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية