أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

هل يصبح الكلوروكين علاجًا فعالًا لفيروس كورونا؟.. إليك آخر ما توصلت إليه الأبحاث

12:04 م الإثنين 06 أبريل 2020
هل يصبح الكلوروكين علاجًا فعالًا لفيروس كورونا؟.. إليك آخر ما توصلت إليه الأبحاث

علاج فيروس كورونا

انشغل الرأي العام في العالم أجمع بمتابعة آخر المستجدات حول عقاري الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين المشتق منه، كعلاجين محتملين لفيروس كورونا المستجد، الذي تسبب في وفاة آلاف الأشخاص حول العالم.

ولا يزال الرأي العلمي غير حاسم حول هذين العقارين، فعلى الرغم من توافر دراسات تؤكد فعاليتهما، هناك أبحاث أخرى تنفي أي فعالية في استخدامهما، الأمر الذي دفع المنظمات الصحية إلى تكثيف جهودها، لإجراء اختبارات واسعة، لمعرفة مدى فعالية مكونات هذين الدوائين.

ما هو الكلوروكين؟

يعد الكلوروكين شكلًا مركبًا من الكينين المستخرج من أشجار الكينا، يستخدم منذ قرون لمعالجة الملاريا، ويباع تحت عدة تسميات بحسب الدول والمختبرات، حيث يعرف أيضًا باسم نيفاكين وريزوكين.

من جهة أخرى، يعتبر الهيدروكسي كلوروكين -المشتق من الكلوروكين- أقل سميّة منه، ويعرف في فرنسا تحت مسمى بلاكينيل، ويستخدم لمعالجة التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، وفقًا لموقع "فرانس 24".

لماذا يبعث الأمل؟

تكمن ميزة الكلوروكين والهيدروكسي كرولوكين عن باقي الأدوية الأخرى، في أنهما متوافران ومعروفان وسعرهما متدن، وخصائصهما المضادة للفيروسات موضع الكثير من الدراسات، سواء في المختبر أو على حيوانات وفيروسات مختلفة.

وهذا ما أكده الباحث في علم الإحياء المجهريّة المتخصص في الأمراض المعدية في معهد باستور، مارك لوكوي، مشيرًا إلى أنه من المعروف منذ وقت طويل أن الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين المشتق منه يعطلان في التجارب المختبرية تكاثر بعض الفيروسات.

ولكن لوكوي اعتبر أن نجاح التجارب في المختبر "لا يفترض بالضرورة أن هذين العقارين لديهما عمل مضاد للفيروسات داخل جسم الكائن البشري". مستشهدًا بـ"عدة تجارب مخيبة للأمل" على فيروس حمّى الضنك وشيكونغونيا، حيث لم يكن لهما أي تأثير، حيث "ساعدا في الواقع على تنامي الفيروس المسبب لكلا المرضين".

اقرأ أيضًا: رجل يفقد حياته بسبب علاج خاطئ لفيروس كورونا

جدل علمي غير محسوم

وحتى الآن، أجريت ثلاث دراسات على هذين العقارين، شملت الدراسة الأولى والتي أجرتها الصين، 134 شخصًا في مستشفيات مختلفة، واستنتجت أن للكلوروكين مفعولًا إيجابيًا في علاج فيروس كورونا.

أما في فرنسا، أجرى البروفسور ديدييه راوول الدراستين الأخريتين، فبعد إجراء الدراسة الأولى والتي شملت 20 مريضًا، أجريت دراسة ثانية على 80 مريضًا، تلقوا جميعهم علاجا يتضمن مزيجًا من الهيدروكسي كلوروكين وعقار أزيترومايسين، وهو مضاد حيوي معروف يستخدم في القضاء على التهابات بكتيرية ثانوية.

وكتب مع فريقه من المعهد الاستشفائي الجامعي "مديتيرانيه أنفيكسيون" في مرسيليا: "نؤكد فعالية استخدام الهيدروكسي كلوروكين بالتزامن مع أزيترومايسين في معالجة كوفيد-19".

غير أن العديد من العلماء، انضمت إليهم منظمة الصحة العالمية، شددوا على حدود هاتين الدراستين، إذ أجريتا بدون مراعاة الأصول العلمية الاعتيادية المتبعة، مثل اختيار المرضى بالقرعة، وإجراء التجارب بدون معرفة المشاركين، ونشر النتائج في مجلة علمية ذات لجنة مراجعة مستقلة، وغيرها.

وفي دليل على مدى تعقيد الموضوع، فإن دراسة سريرية أخرى صينية نشرت نتائجها في 6 مارس الماضي، لم تخلص إلى فعالية خاصة للعقار على 30 مريضًا.

قد يهمك: FDA تعطي الضوء الأخضر على استخدام عقارين للملاريا في علاج كورونا

مخاطر وآثار جانبية

وتبقى إحدى أبرز العقبات أمام وصف هذين العقارين هي الآثار الجانبية لهما على جسم الإنسان. فقد حذر قسم من الأوساط العلمية والسلطات الصحية من التسرع في اعتماد هذه العقارات، حيث أوضح بيتر بيتس، المسئول السابق في وكالة الأغذية والعقاقير الأمريكية أن "إحدى هذه العواقب غير المحتسبة قد تكون فقدان عقار الكلوروكين لما يحتاجه المرضى لمعالجة داء المفاصل الروماتويدي على سبيل المثال".

كما أن التأثيرات الجانبية كثيرة، من غثيان وتقيّؤ وطفح جلديّ، وصولا إلى أمراض في العيون واضطرابات قلبية وعصبيّة، وبالتالي، فإن الإفراط في تناول العقار قد يكون خطيرا، بل قاتلا، بحسب بيتس.

وأكد بيتس أن الدعاية التي تحيط بهذه المادة، قد تحمل الناس على تناولها من تلقاء أنفسهم بدون استشارة طبيب، متابعًا: "توفي أمريكي بعد تناول نوع من الكلوروكين موجود في مادة مستخدمة لتنظيف أحواض السمك، كما نقل نيجيريان إلى قسم الطوارئ في أحد المستشفيات بعد تناولهما كميات كبيرة من العقار المضاد للملاريا".

قد يهمك أيضًا: لا تقي من كورونا.. هاني الناظر يكشف خطورة أدوية الملاريا على الصحة

ما مدى استخدامه حتى الآن؟

يدعو بعض الأطباء وبعض البلدان وكذلك بعض المسئولين، إلى وصف الهيدروكسي كلوروكين بشكل واسع للمرضى، في ظل الحالة الصحية الطارئة السائدة حاليًا.

ووصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الدواء بأنه "هبة من السماء"، فيما أعادت اليونان تفعيل إنتاجه، ويدرس المغرب استخدامه لمعالجة "الإصابات المؤكدة".

وعلى ضوء تزايد الطلب على الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين منذ بضعة أسابيع، يمكننا الافتراض بأن بعض الأطباء في أنحاء العالم وصفوه ضد وباء كوفيد-19.

وتعهد ديدييه راوول علنًا، بتوزيع الهيدروكسي كلوروكين مع الأزيترومايسين على "كل المرضى المصابين" بالفيروس.

لكن أصواتا في الأوساط العلمية وبعض المنظمات الصحية، تدعو إلى التريث إلى حين الحصول على نتائج مثبتة، طبقا للنهج العلمي البحت.

وبدأت تجربة أوروبية أطلق عليها اسم "ديسكوفري"، باختبار أربعة علاجات، بينها الهيدروكسي كلوروكين، على 3200 مريض في عدة بلدان، بينهم 800 في حالة خطرة في فرنسا.

وفي الولايات المتحدة، بدأت تجربة سريرية واسعة النطاق في نيويورك، بؤرة الوباء في هذا البلد، تحت إشراف وكالة الأغذية والعقاقير.

كما باشرت منظمة الصحة العالمية بتجربة سريرية دولية ضخمة.

وسمحت فرنسا باستخدام الهيدروكسي كلوروكين، وكذلك عقاري ليبونافير وريتونافير المضادين للفيروسات، إنما في المستشفى، للحالات الخطيرة فقط.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية