دراسة: 40% من الشباب غير المصابين بالسكر يعانون من مقاومة الأنسولين

كتبت– ندى نجيد:

وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي من قبل باحثين في جامعة ألاباما في برمنجهام، أن ما يقرب من 40% من الشباب غير المصابين بداء السكري يعانون من مقاومة الأنسولين، وهي حالة لا يستجيب فيها الجسم بشكل صحيح للأنسولين.

وقال الدكتور فيبهو بارشا، مؤلف هذه الدراسة، والطبيب في قسم أمراض القلب والأوعية الدموية: " يُعتقد أن وجود مقاومة الأنسولين هو مقدمة لتطور مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة، مثل: النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، والموت القلبي".

وأضاف: "على الرغم من الاعتراف المتزايد في المجتمع الطبي بظهور أمراض القلب والأوعية الدموية، لم يكن لدينا فهم جيد لمقاومة الأنسولين بين الشباب، حفزنا هذا على تقييم أمراض القلب والأوعية الدموية بين الشباب من خلال مقاومة الأنسولين، وهو بديل يمكن قياسه بسهولة عن صحة القلب والأوعية الدموية. "

وقام بارشا وفريقه بالتحقيق في البيانات التي تم جمعها من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، في عينة وطنية تضم أكثر من 6 آلاف شاب أمريكي، ووجدوا أن 4 من كل 10 بالغين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عامًا، لديهم مقاومة للأنسولين، وأولئك الذين يعانون من مقاومة الأنسولين لديهم انتشار أعلى بكثير لعوامل الخطر القلبية الوعائية مثل: السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وضعف النشاط البدني، وارتفاع الكوليسترول.

قال بارشا: "نعتقد تقليديًا أن الشباب يتمتعون بصحة جيدة، لكن النتائج التي توصلنا إليها تظهر أن هذا ليس صحيحًا بالضرورة، حيث تشير أبحاثنا إلى أنه ما لم يتم توفير التدخل المناسب، فإن الشباب معرضون لخطر الإصابة بمرض السكري ويحتمل أن يتعرضوا لأحداث قلبية وعائية قاتلة، لذلك حولنا جهودنا لتعقب الأفراد الشباب الذين يعانون من مقاومة الأنسولين، فيمكننا التعرف على عوامل الخطر القلبية الوعائية هذه والتدخل في وقت مبكر بأدوية فعالة منقذة للحياة وتدخلات نمط الحياة التي ستسمح لنا بمساعدة هؤلاء الشباب على عيش حياة طويلة وصحية".

في السابق، كان يُعتقد أن مقاومة الأنسولين هي حالة فقط لمن يعانون من السمنة، ولكن نظرًا لأن 50% من المشاركين الذين يعانون من مقاومة الأنسولين لم يكونوا يعانون من السمنة المفرطة.

وقال بانكاج أرورا، كبير مؤلفي الدراسة والطبيب والعالم في قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة أبوظبي: "بصفتنا مقدمين للرعاية الصحية، غالبًا ما نفكر في فحص مقاومة الأنسولين وأمراض القلب والأوعية الدموية فقط لمن يعانون من السمنة المفرطة، وهذا يعني أننا سنخسر توفير استراتيجيات فعالة للغاية ووقائية وعلاجية للشباب الذين قد يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة في وقت لاحق من الحياة".

وأكد أرورا، أنه على الرغم من إمكانية التغاضي عن الشباب في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بفحص مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية يمكن إجراء هذه الفحوصات بسهولة في العيادات في جميع أنحاء البلاد في محاولة لمنع الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض.

وأشار أرورا، إلى أن هناك عوامل أخرى إلى جانب الوزن تجعل الشخص عرضة للإصابة بمقاومة الإنسولين، وهي العوامل الوراثية ووجود تاريخ عائلي لمرض السكري من النوع الثاني، وعادات النوم السيئة وغياب الأنشطة الرياضية، وعادات التغذية الغير صحية، المتمثة في تناول الوجبات السريعة والمزيد من السكر المكرر، والعوامل البيئية، والنشاط البدني العنيف والإجهاد والتعرض للسموم.