الشيخ مرزوق- لماذا يلجأ البعض للدجل بدلاً من الطب؟ (تحليل نفسي)

كتبت- ياسمين الصاوي:

ظهرت شخصية الشيخ مرزوق التي جسدها الفنان محمود البزاوي في مسلسل "بالطو" لتمثل الدجل والشعوذة في العلاج من الأمراض والمشكلات الصحية المختلفة ومدى إقبال الكثيرين على ذلك، في نظير الابتعاد عن الأدوية والفحوصات الطبية بل ورفضها تمامًا.

وربما تنتشر ثقافة العلاج بالسحر والشعوذة في بعض المناطق، لكن السؤال هنا ما الذي يمكن أن يجعل الشخص يتجه إلى الخرافات بدلاً من تناول حبة دواء للشفاء؟

السحر لعلاج الأمراض

يبدو الدجل والشعوذة في أعين الكثيرين بمثابة قوة سحرية فعالة جدًا للتحكم في الكثير من الأشياء الكونية الكبيرة التي يواجهها الشخص في حياته، مثل التحكم في سرعة الشفاء والتعافي من أي مرض أو التنبؤ بالمستقبل وغيرها من الأمور التي عادًة ما تعد خارج إرادة البشر، حسبما جاء في بحث مفصل نشرته المكتبة الإلكترونية لجامعة أندروز.

وبناءً على هذه الفكرة، يرى البعض أن أعمال السحر والشعوذة قد تكون نقطة تحول فارقة وسريعة للتحكم في مسار حياتهم نحو الأفضل.

ويجب الانتباه أيضًا إلى أن سلوكيات البشر لها جذور، بمعنى أن الشخص يكتسب أفكاره وعاداته من آبائه وأجداده وأسلافه، ومن ثم يمكن أن يندفع وراء الدجل لحل مشكلاته.

يعتبر المخ بمثابة جهاز لمعالجة المعلومات التي يكتسبها ممن حوله للقيام بسلوك معين يهدف إلى حل مشكلاته، وفي الغالب فإن الغالبية العظمى من عمليات المعالجة والمحتوى الموجود في المخ تتم بشكل غير واعي أو مدرك، ومن ثم فإن سيكولوجية البشر تتكون من عدة آليات، منها الشعور بحساسية تجاه أشياء معينة تمت معالجتها كمعلومات في المخ.

وانطلاقًا من ذلك، فمن الممكن أن يخشى البعض من العمليات الجراحية والأخطاء الطبية والآثار الجانبية للأدوية وغيرها من الأشياء المرتبطة بالعلاج الطبي السليم، والتي قام المخ بمعالجتها بشكل معين في ظروف سلبية متعلقة سواء بالشخص نفسه أو المحيطين به، ومن ثم يصدر رد فعل ويرفض الخضوع للعلاج المناسب باحثًا عن سبل أخرى، ولا سيما الدجل والسحر.

وعادًة ما تدفع الحاجة للحياة وعدم الرغبة في الموت والتخلص من الإحساس بالألم الشخص إلى القيام بأي شيء يلبي احتياجاته حتى وإن كانت غير معقولة أو منطقية.

لماذا لا يرغب البعض في ابتلاع حبة دواء للشفاء؟

تلقى الوصفات الشعبية والعلاجات المنزلية البسيطة رواجًا واسعًا بدلاً من الأدوية، حيث يشعر البعض بالشك في مدى أمان وفاعلية العلاج الدوائي، حسبما نشر المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية NCBI على موقعه الرسمي.

وخلال السنوات الأخيرة، كشفت البيانات أن 60-80% من سكان العالم، وخاصة في البلدان النامية، يميلون إلى تناول النباتات الطبية ومنتجات الحيوانات للعلاج من أمراض وحالات طبية بدلاً من الأدوية، وربما يعتقد بعضهم أن الخرافات وممارسات الشعوذة والقوى الخارقة والسحر ستلبي احتياجاتهم الصحية.

وتباينت أسباب الكثيرين حول فكرة رفض تناول الأدوية، فالبعض يعتقد أن الآثار الجانبية والمضاعفات الصحية الناتجة عن تلك الأدوية قد تفوق فوائدها، والبعض الآخر يرى أن الأقراص والحبوب مصنوعة في الأساس من الطب التقليدي القديم، وهناك من يظن أن المنتجات الطبيعية أكثر فاعلية من الدواء.

وتتجه منظمة الصحة العالمية حاليًا إلى تطوير الطب التقليدي القديم في صناعة الدواء للاستفادة من دوره في علاج الأمراض وتحفيز البعض على شراء تلك الأدوية.