جلد السمك ينقذ رضيعة من جرح قاتل ويعيد لها الحياة.. إليك تفاصيل القصة

كتب - محمد عماد

في تجربة طبية نادرة ومؤثرة، ساهم علاج مبتكر باستخدام جلد السمك في إنقاذ حياة رضيعة كانت تعاني من جرح خطير في رقبتها، ناتج عن عدوى مهددة للحياة.

القصة بدأت عندما وُلدت إليانا، الطفلة الصغيرة لأسرة تقيم في كوربوس كريستي بولاية تكساس الأمريكية، في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل بوزن لا يتجاوز رطلاً واحدًا، وفقًا لموقع "CNN".

بداية معاناة إليانا

أمضت إليانا 131 يومًا في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، وتعرضت خلالها لعدوى خطيرة في الرقبة أدت إلى تآكل أنسجتها.

شبهت والدتها كريستال ديفوس هذه الحالة بمرض "أكل اللحم"، حيث بدأ الجسد يستهدف منطقة محددة من الجلد، ومع تطور العدوى، أُصيبت الطفلة بتسمم دموي، مما أدى إلى توقف بعض الأعضاء عن العمل.

اقرأ أيضًا.. زيت السمك مقابل أوميجا 3: أيهما أفضل خيار للمكملات الغذائية؟

ورغم تلقيها علاجات مكثفة بالمضادات الحيوية، بدا الشفاء صعبًا حتى قدّم الأطباء في مستشفى دريسكول للأطفال خيارًا غير تقليدي: علاج الجرح بجلد سمك القد.

تقنية مبتكرة في العلاج

قالت الدكتورة فانيسا ديماس، جرّاحة التجميل المتخصصة في حالات الأطفال، إنها قررت استخدام هذا العلاج نظرًا لهشاشة حالة إليانا، مما يجعل الجراحة أو ترقيع الجلد أمرًا غير آمن.

استخدمت ديماس إلى جانب زميلتها الممرضة روكسانا رينا، محلول عسل طبي مع جلد سمك القد الأطلسي لتغطية الجرح وتحفيز التئامه.

يُصنَع هذا المنتج الطبي من قبل شركة "كيريسيس" الأيسلندية، ويوفر دعامة بيولوجية لنمو أنسجة الجلد، ويحتوي على زيوت أوميجا وعناصر طبيعية تساعد في ترميم الأنسجة، وأوضح الأطباء أن الجلد المضاف يذوب بعد أداء وظيفته ولا يتطلب إزالته.

نتائج غير متوقعة

رغم المخاوف المحتملة من تحسس الأطفال من الأسماك، لم تُظهر إليانا أي رد فعل سلبي، وبعد ثلاثة أيام فقط من أول جلسة علاجية، لاحظ الفريق الطبي نتائج "مذهلة"، وشُفي الجرح خلال عشرة أيام من دون الحاجة لأي تدخل جراحي إضافي. وبعد مرور ثلاث سنوات، أصبحت ندبة الطفلة شبه غير مرئية.

يُعتقد أن هذه الحالة هي الأولى عالميًا التي يُستخدم فيها جلد سمكة "كيريسيس" في علاج طفل خديج يزن رطلاً واحدًا، وقد تم تكريم الطبيبتين ديماس ورينا على هذا الإنجاز، ودعتهما الشركة المصنعة لمشاركة تجربتهما في مؤتمرات علمية دولية.

في مارس الماضي، قدمت الطبيبتان بيانات عن هذه التجربة النادرة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لإدارة الجروح في برشلونة، وتحدثتا عن حالتين نادرتين من هذا النوع، من ضمنهما إليانا.

الجلد الحيواني والتئام الجروح

وفقًا للدكتور أرون جوسين، رئيس قسم جراحة التجميل في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن زراعة الأنسجة الحيوانية تُستخدم منذ سنوات في دعم التئام الجروح، لكنها لا تزال ممارسة غير شائعة، خصوصًا لدى الأطفال.

وأوضح جوسين، أن الخيارات تشمل جلد الخنزير أو الكولاجين المستخرج من الأبقار، ولكنها تُستخدم كضمادات مؤقتة فقط، مؤكدًا أن الهدف من هذه الضمادات هو تغطية الجرح ودعمه حتى يكون جاهزًا لترقيع الجلد الطبيعي أو الشفاء الذاتي.

قد يهمك.. تُنقذ جسمك- 9 فوائد لتناول كبسولة أوميجا 3 يوميًا

رسالة أمل من والدة إليانا

قالت والدة إليانا إن ابنتها لا تعرف شيئًا عن ما مرت به، لكنها تأمل أن تفهم في المستقبل كيف ساعدتها هذه التقنية الطبية في النجاة، مضيفة: "نريد أن نُريها صورها حين تكبر، ونشرح لها أن هذه الندبة الباهتة على عنقها ليست إلا بداية حكاية فريدة".

وتأمل الأسرة أن تُلهم قصة إليانا الأطباء والباحثين لاستخدام طرق جديدة في علاج الجروح، وأن يكون جلد السمك خيارًا فعالاً في الحالات المستعصية مستقبلًا.