يسبب آلاما في الجسم كله.. ما هو الفيبروميالجيا الذي يصيب النساء؟

كتبت- أسماء أبوبكر

آلام العضلات لها أسباب متعددة، وفي بعض الحالات ترجع إلى ما يسمى بمرض الفيبروميالجيا أو ألم العضلات الليفي، الذي يسبب آلاما مزمنة في عضلات الجسم بالكامل وأماكن أخرى، ويكون أكثر شيوعا بين النساء.. فما هو؟ وكيف يعالج؟.

النساء أكثر عرضة

الدكتور عادل محمود، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الروماتيزمية بكلية الطب جامعة عين شمس، قال إن الفيبروميالجيا أو متلازمة آلام الليفة العضلية مرض يكثر في السيدات عن الرجال، وعادة يكون في الفئة العمرية من 20 إلى 45 سنة.

عن الأسباب، أوضح محمود أن الإصابة بهذا المرض ترجع علميا إلى حدوث خلل في بعض المواد التي تفرزها الأعصاب حتى تصل النبضات من عصب لآخر، ما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالألم، ليصبح الشئ غير المؤلم للأخرين (الطبطبة مثلا) مؤلما للمريض.

اتفق الدكتور محمد علي، أستاذ الطب الطبيعي بجامعة عين شمس، في أن ألم العضلات الليفي أكثر شيوعا بين النساء، خاصة من يعانين من ضغط نفسي كبير، مضيفا أنه يكون ناتج عن نقص مادة معينة في الجسم هى مادة السيرتونين (هرمون السعادة).

عرض رئيسي

العرض الرئيسي للفيبروميالجيا، هو وجود آلام في مفاصل وعظام وعضلات الجسم، وفقا لمحمود، لكن بالإضافة لهذا العرض يكون هناك واحد أو أكثر من الأعراض التالية، التي تختلف درجاتها من حالة لأخرى، هى:

• اضطراب في النوم.

• اضطراب في الذاكرة.

• ضيق في التنفس.

• أعراض القولون العصبي كألم البطن وصعوبة الهضم.

• صداع متكرر.

• إرهاق سريع.

• تنميل في الجسم.

تزداد حدة هذه الأعراض مع أقل مجهود أو عند التعرض لضغط نفسي أو توتر أو قلق، لأن الحالة النفسية ليست عاملا مساعدا لظهور المرض فقط بل تؤدي لزيادة حدة الأعراض أيضا، بحسب ما ذكره أستاذ ورئيس قسم الأمراض الروماتيزمية، مؤكدا أنه ليس له مضاعفات.

وفقا لعلي، العرض الرئيسي لهذا المرض هو وجود ألم في عضلات الجسم، لكن دون وجود ضعف فيها في الغالب.

كيف يتم تشخيصه؟

أكد أستاذ الطب الطبيعي، أنه لا يمكن تشخيص المرض إلا عن طريق طبيب الروماتيزم، خاصة أن جميع التحاليل الطبية التي يجريها المريض تكون نتائجها سليمة في الغالب، لذلك اللجوء إلى طبيب غير مختص يؤدي إلى تشخيص خاطئ، وقد يتم ربطه بسوء الحالة النفسية.

أوضح محمود، أن تشخيص المرض يتم من خلال الفحص الطبي واستبعاد أمراض أخرى تؤدي لنفس الأعراض، لكن لا يوجد تحليل أو أشعة تثبت وجود هذا المرض، فاثباته يتم عن طريق التأكد من عدم وجود أي أمراض روماتيزمية أو مناعية أخرى، لذلك يحتاج المريض إلى إجراء فحوصات لاستبعاد أمراض أخرى كالروماتويد أو الذئبة الحمراء أو أي من الأمراض التي تؤدي لآلام في الجسم.

أضاف محمود، أنه لابد من إجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود سبب يزيد حدة الأعراض، مثل تحليل فيتامين د في الدم، هرمون الغدة الدرقية، فيروس C وB.

وسائل ونصائح علاجية

الفيبروميالجيا ليس مرض خطير ومن الممكن السيطرة على أعراضه، وفقا لما أكده محمود، موضحا أن هناك 3 عقاقير تم التصريح باستخدامهم من قبل FDA (منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية) يساعدوا في تحسين الأعراض بشكل كبير.

عن فترة العلاج، أشار محمود أنها تختلف من مريض لآخر، فبعض الحالات تقلل الجرعات مع الوقت وحالات قليلة يمكنها التوقف عن تناول الأدوية بعد فترة، لكن إذا كان المريض يعاني من وجود ضغوط نفسية مستمرة في محيطه يحتاج عادة إلى تناول الأدوية لفترات طويلة.

تابع محمود، أنه أحيانا يمكن استخدام بعض الأدوية الأخرى التي تحسن أعراض القولون مثلا أو غيره، مؤكدا أن العلاج لا يعتمد على الأدوية فقط بل لابد من ضبط الحالة النفسية للمريض، لأن ذلك يساعد في التحسن بشكل كبير، لذلك قدم بعض النصائح، وهي:

• البعد عن المواقف التي تضع المريض تحت ضغط نفسي أو توتر.

• الإلتزام بالأدوية والجرعات التي يصفها الطبيب.

• ممارسة التمارين الرياضية، خاصة الأيروبكس، لشد العضلات.

أوضح علي، أن علاج ألم العضلات الليفي يعتمد على تناول أدوية تزيد مستوى السيرتونين في الدم، وأنواع معينة من الأدوية التي تعالج الصرع لكنها حاصلة على تصريح منظمة الصحة العالمية الأمريكية ومنظمة الصحة الأوروبية لعلاج هذه النوعية من ألم العضلات.