أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

بارقة أمل.. دراسة تزعم: مناعة البشر قادرة على مواجهة كورونا

12:01 م الجمعة 05 يونيو 2020
بارقة أمل.. دراسة  تزعم: مناعة البشر قادرة على مواجهة كورونا

الخلايا التائية

وكالات

توصلت دراسة حديثة إلى أن أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص قد تواجه بداية قوية في محاربة فيروس كورونا.

وأظهرت دراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة Cell أن بعض الأشخاص الذين لم يسبق لهم التعرض لفيروس كورونا، لديهم خلايا تائية مساعدة قادرة على التعرف عليه والاستجابة له، وفق ما جاء في روسيا اليوم نقلا عن ساينس ألرت.

ويقول الباحثون إن التفسير الأكثر احتمالا للنتيجة المفاجئة، هو ظاهرة تسمى التفاعل المتبادل: عندما تتفاعل الخلايا التائية المساعدة المتطورة استجابة لفيروس آخر، مع عامل ممرض مشابه لم يكن معروفا من قبل.

وفي هذه الحالة، قد تُترك هذه الخلايا التائية بسبب تعرض الأشخاص سابقا لفيروس تاجي مختلف - على الأرجح واحدة من الأربع التي تسبب نزلات البرد.

وفي حديثه مع "بزنس إنسايدر"، قال أليساندرو سيتي، أحد معدي الدراسة: "إنك تبدأ بميزة صغيرة - بداية مسبقة في سباق التسلح، بين الفيروس الذي يريد التكاثر والجهاز المناعي الذي يريد القضاء عليه".

وأضاف أن الخلايا التائية المساعدة تبادلية التفاعل "يمكن أن تساعد في توليد استجابة مناعية أسرع وأقوى".

"بداية مسبقة" مناعية

في الدراسة، قام فريق سيتي، بفحص الجهاز المناعي لـ 20 شخصا أصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا، بالإضافة إلى عينات الدم من 20 شخصا جُمعت بين عامي 2015 و2018 (ما يعني أنه لم يكن هناك أي احتمال أن يكون هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا لفيروس كورونا الجديد).

ومن بين 20 شخصا أُخذت عينات دم منهم قبل حدوث الوباء، كان لدى 50% منهم نوع من خلايا الدم البيضاء تسمى خلايا CD4+ - خلايا تائية تساعد الجهاز المناعي على تكوين أجسام مضادة - ووجد الباحثون أنها قادرة على التعرف على فيروس كورونا الجديد وتحفيز جهاز المناعة للرد على الفور.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت هذه التفاعلات المتبادلة تؤثر على شدة الحالة، أو إلى أي درجة.

وقال مايلير برنارد، عالم في CEA/Université de Paris-Saclay في فرنسا، الذي لم يشارك في الدراسة: "من المبكر للغاية استنتاج أن التفاعل المتبادل مع فيروسات كورونا، يلعب دورا في النتائج السريرية الخفيفة أو الشديدة لـ "كوفيد-19" أو درجة الإصابة بين السكان".

دليل على الحصانة

من بين مجموعة مرضى فيروس كورونا، الذين تمت دراستهم في البحث الجديد، عانى اثنان فقط من حالات حادة. أما الـ 90% منهم، فكانت لديهم عدوى خفيفة أو معتدلة.

واختيرت المجموعة بهذه الطريقة حتى يتمكن الباحثون من قياس الاستجابات المناعية في المتوسط ​​لمرضى "كوفيد-19"، وليس الأشخاص في المستشفى. (يُقدر أن 20% من حالات الإصابة بفيروسات كورونا شديدة).

وحلل الباحثون دم المرضى لنوعين من خلايا الدم البيضاء: خلايا CD4 + وخلايا CD8 +، وهي الخلايا التائية القاتلة التي تهاجم الخلايا المصابة بالفيروس.

وأظهرت النتائج أنه خلال فترة العدوى، طور 20 مريضا أجساما مضادة وخلايا تائية مساعدة قادرة على التعرف على فيروس كورونا، والاستجابة وفقا لذلك، وطور 70% خلايا تائية قاتلة. وهذا يشير إلى أن الجسم سيكون قادرا على تحديد نفسه والدفاع ضد فيروس كورونا في المستقبل.

وقال سيت: "من الواضح أننا لا نستطيع أن نخبرك بشكل واضح، بما سيحدث بعد 15 سنة من الآن، لأن الفيروس موجود منذ بضعة أشهر فقط. لذلك لا أحد يعرف ما إذا كانت هذه الاستجابة المناعية طويلة الأمد أم لا". ولكنه يعتقد أن هناك سببا للتفاؤل، خاصة للمرضى الذين يعانون من حالات شديدة، وأضاف: "الذاكرة المناعية مرتبطة بالحدث. إذا كان حدثا قويا، فستكون لديك ذاكرة قوية".

اقرأ أيضًا: دراسة تحذر من مناعة القطيع في مواجهة فيروس كورونا

من ناحية أخرى، تساعد الخلايا "التائية" أو "T Cells" جسم الإنسان على محاربة عدد من الفيروسات، لكن دور هذه الخلايا اللمفاوية في التصدي لفيروس كورونا المستجد لم يكن واضحا بشكل كاف، حسب باحثين.

وتوجد هذه الخلايا (التائية) في الدم، وتشكل عنصرا ضروريا في الجهاز المناعي للإنسان، بحسب مجلة "ساينس ماغازين" المختصة في العلوم.

وكشفت دراستان حديثتان أن عددا ممن أصيبوا بفيروس كورونا يحملون خلايا تائية تستهدف الفيروس، وربما تساعدهم على الشفاء من العدوى، وفقًا لما نقله موقع "سكاي نيوز عربية".

وأورد الأكاديميون بعض الأشخاص لم يصابوا نهائيا بـ"كوفيد 19"، لكنهم يحملون هذه الأجسام الدفاعية، والتفسير الممكن لهذا الأمر هو أنهم أصيبوا بفيروسات أخرى من "عائلة كورونا".

ووصفت الباحثة في علم الفيروسات بجامعة كولومبيا، أنجيلا راسموسن، هذه البيانات بالمهمة، لكن الدراسة لم تؤكد ما إذا كان الشخص المتعافي محصنا بشكل مؤكد ضد الانتكاس، أي الإصابة مجددا بالفيروس.

وبما أن الخلايا التائية تتفاعل بهذا الشكل القوي مع فيروس كورونا المستجد، فإن الباحثة ترجح أن يساعد هذا الأمر في تطوير مناعة طويلة الأمد، كما أنه سيعين الباحثين على التوصل إلى لقاحات أفضل.

وتتواصل الجهود في الوقت الحالي لأجل تطوير ما يقارب 100 لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، وأغلب هذه المحاولات تركز على الاستجابة المناعية المعروفة بالأجسام المضادة، أي منع الفيروس من الدخول إلى الخلايا.

في المقابل، تستطيع الخلايا التائية أن تكافح الفيروس عبر طريقتين؛ ففي حالة أولى، تقوم "الخلايا التائية المساعدة" بتحفيز الخلايا "باء" و"دفاعات مناعية" أخرى، لأجل مكافحة العدوى.

وفي الحالة الثانية، يقوم ما يعرف بـ"الخلايا التائية القاتلة" بتدمير الخلية التي أصيبت بالفيروس، وبالتالي، فإن خطورة المرض ستكون متوقفة بشكل كبير على قوة الاستجابة التي تحصل من قبل هذه الخلايا.

وقام باحثون في معهد "لاجولا" الأميركي لعلم المناعة، بتحديد بعض أجزاء "البروتين الفيروسي" التي يمكنها أن تثير أقوى رد فعل من قبل الخلايا التائية.

ودرس الأكاديميون خلايا من عشرة مرضى أصيبوا بفيروس كورونا المستجد وظهرت عليهم أعراض خفيفة، فكشفت النتائج أن كافة المصابين يحملون الخلايا التائية المساعدة، وما يبعث على التفاؤل، بحسب الباحثين، هو أنها استطاعت أن تتعرف على "بروتين سبايك" الذي يساعد الفيروس في العادة حتى يتسلل إلى داخل الخلية.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية