أسباب الفتق السري عند الأطفال

كتبت- حسناء الشيمي

«الفتق السري» من أكثر الحالات شيوعًا لدى الأطفال الرضع، ويظهر من خلال انتفاخ واضح في منطقة السرة، لكن ما أسبابه وكيف يتم علاجه؟

يقول الدكتور محمد شبيب، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن الفتق السري عبارة عن عدم وجود جزء من عضلات البطن أو ضعف خلقي في عضلات البطن يتسبب في خروج جزء من الأمعاء ويحدث عند 20: 30% من الأطفال.

يوضح «شبيب» أن العضلات تقوى تدريجيًا خلال فترة تتراوح ما بين 6: 24 شهرًا، لكن إذا تجاوز الطفل هذا العمر وظل ذلك الجزء غير موجود وضعيف ويسهل على الطبيب غرز إصبعه داخل بطن الطفل، فهذا يعني عدم اكتمال عضلات البطن لدى الرضيع، لذا يتم تقييم الحالة وإعداده لعملية جراحية.

تلاحظ الأم أعراضه خاصة أنها تظهر بعد مرور 7: 15 يومًا بعد الولادة، أي بعد سقوط الحبل السري تمامًا، وذلك من خلال بروز واضح في منطقة السرة.

معتقدات خاطئة

يعتقد البعض أن العناية بالحبل السري أو شده تعد من أسباب الفتق، ويوضح استشاري طب الأطفال أن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، موضحًا أن الفتق حالة خلقية يولد بها الرضيع، وليس لها علاقة بالحبل السري على الإطلاق، مضيفًا أن هذا لا يمنع العناية بالحبل السري وتنظيفه حتى السقوط.

لا يسبب الفتق ألمًا للطفل وبالتالي لا يكون سببًا للبكاء، في المقابل لا البكاء أو «الحزق» أثناء البكاء يسببه أو يتسبب في زيادته.

والطبيعي أن تلتئم عضلات البطن مع الوقت وتأخذ وضعها الطبيعي، ويصغر حجم الفتق، ويحذر «شبيب» من اتباع البعض للعادات الخاطئة في علاجها، كوضع حزام وربط البطن أو عملة معدنية، لأن الضغط على البطن يؤخر التئام الفتق لذا يشدد على تركه ليختفي تدريجيًا.

يضيف الدكتور محمد سعده، استشاري جراحة الأطفال، أنه مع بلوغ الطفل عامين نقوم بتقييم حالة المعدة والأمعاء لإعداد الطفل للجراحة، والتي نقوم من خلالها بضم عضلات البطن لبعضها جراحيًا.

يؤكد «سعده» أن الفتق لا يسبب مضاعفات لذا يمكن الانتظار على الطفل حتى بلوغه 5 سنوات.

جرس إنذار

ينوه «شبيب» عن وجود حالات في الفتق السري تستدعي جراحة قبل إتمام الطفل عامين، وهي الحالات التي يتعرض فيها الفتق للاختناق، موضحًا أنها من الحالات الطارئة جدًا ويجب علاجها بشكل عاجل، لأنها تعني عدم وصول الدم لتلك المنطقة، أي الأمعاء، وتعرض الطفل لخطر شديد.

يؤكد «شبيب» أن تعرض الفتق السري للاختناق أو الانسداد نادر جدًا، ولا يحدث كثيرًا، ولكن أيضًا يجب توخي الحذر منه، وملاحظة أعراضه التي تتمثل في خروج جزء من الأمعاء دون عودتها عند البكاء أو التبرز، وغيرها من العمليات التي تحتاج من الطفل «الحزق».