احذر الوحدة تقتلك في هذا السن.. الصحة العالمية توضح التواصل الاجتماعي الصحي
كتب : أحمد فوزي

الوحدة
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى مع معرفتنا بأماكن سكن بعضنا البعض، يبقى التواصل الاجتماعي غائبًا، ما يدعو للقلق، فقد أظهرت دراساتٌ عديدة أن غياب التواصل الاجتماعي قد يؤثر سلبًا على صحتنا بأكثر من طريقة، وكشفت الأبحاث أن الوحدة قد تكون ضارة بالصحة.
يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، تأثيرات الوحدة الاجتماعية على الحالة النفسية، وتأثيرات تبادل الحياة الاجتماعية بوسائل التواصل الالكترونية، وفقًا لـ"onlymyhealth".
التواصل الاجتماعي مقابل الشعور بالوحدة
يُصوِّر التواصل الاجتماعي كيفية ارتباط الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض. ويتألف من ثلاثة أبعاد:
- البنية (عدد وأنواع العلاقات والأدوار، ومدى تكرار ومدة التفاعل).
-الوظيفة (نوع ومقدار الدعم المتبادل).
- الجودة (سواء كانت التفاعلات إيجابية - محبة، مُرضية - أو سلبية - متوترة، صراعية، أو عنيفة).
والوحدة شكل من أشكال الانقطاع الاجتماعي، إنها شعور ذاتي مؤلم ينبع من فجوة بين الروابط الاجتماعية التي يمتلكها المرء وتلك التي يرغب بها أو يحتاجها.
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها العالمي، الذي كشف أن الوحدة مرتبطة بما يُقدر بـ 100 حالة وفاة كل ساعة، وأكثر من 871 ألف حالة وفاة سنويًا.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الروابط الاجتماعية القوية يمكن أن تؤدي إلى صحة أفضل وعمر أطول.
اقرأ أيضًا: طبيب يكشف أسباب الشرود الذهني
ما هي تأثيرات الوحدة؟
يُظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أنها مشكلة عالمية واسعة الانتشار، إذ تكشف البيانات ما يلي:
- يشعر حوالي 1 من كل 6 أشخاص حول العالم (15.8%) بالوحدة.
- يؤثر الشعور بالوحدة على جميع المناطق والفئات العمرية، ولكن بعض الفئات تتأثر أكثر من غيرها.
- يُبلغ الشباب، وخاصة المراهقون، عن أعلى المعدلات، حيث يقول 21% منهم إنهم يشعرون بالوحدة، وتنخفض هذه المعدلات عمومًا مع التقدم في السن.
- يعتبر الشعور بالوحدة أكثر شيوعا في البلدان ذات الدخل المنخفض، حيث أفاد 24.3% من الأشخاص في البلدان ذات الدخل المنخفض أنهم يشعرون بالوحدة مقارنة بـ 11% في البلدان ذات الدخل المرتفع.
- المعدلات مماثلة للذكور والإناث.
قد يهمك: خمس خرافات حول الشعور بالوحدة
كيف يؤثر الانقطاع الاجتماعي على الصحة
كشفت الدراسات أن التواصل الاجتماعي، يساعد الناس على عيش حياة صحية وطويلة، إذ يمكن أن يقلل من الالتهابات، ويقلل من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، تحسين الصحة العقلية، وتقليل خطر الوفاة المبكرة.
من ناحية أخرى، يرتبط الانقطاع الاجتماعي بارتفاع خطر الإصابة بأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية والقلق والاكتئاب والخرف.
ويُقال إن الوحدة والعزلة الاجتماعية تزيدان من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 26% و29% على التوالي، كما يمكن أن تؤدي الوحدة إلى أفكار إيذاء النفس أو الانتحار.
وتتعدد أسباب الوحدة والعزلة الاجتماعية، منها سوء الحالة الصحية، وانخفاض الدخل والتعليم، والعيش وحيدًا، وضعف البنية التحتية المجتمعية والسياسات العامة، والتقنيات الرقمية.
ويركز تقرير منظمة الصحة العالمية أيضًا على ضرورة توخي الحذر بشأن آثار قضاء وقت غير منضبط أمام الشاشات أو التفاعلات السلبية عبر الإنترنت على الصحة النفسية للشباب ورفاههم بشكل عام.