عندما تنشأ مشاكل الأمعاء من العمود الفقري.. هذا رد فعل جسمك

يعتقد معظم الناس أن مشاكل الجهاز الهضمي متعلقة بالجهاز الهضمي فقط، الانتفاخ، والإمساك، والتقلصات، وارتجاع المريء، ترتبط عادةً بما نأكله أو بحالة بطانة الأمعاء، ولكن ماذا لو أن عمودك الفقري قد يكون هو المسؤول عن هذه المشاكل أحيانًا؟

يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، العلاقة بين الأمعاء والعمود الفقري، وما هي المشكلات التي يسببها العمود الفقري للأمعاء والجهاز الهضمي؟ وفقًا لـ"onlymyhealth".

ما العلاقة بين الأمعاء والعمود الفقري؟

العلاقة بين الأمعاء والعمود الفقري ليست جديدة في الطب، وإن كانت نادرًا ما تُناقش في الممارسة اليومية.

تستند هذه العلاقة إلى ما يُسمى بالمنعكسات الحشوية الجسدية، تربط هذه الدوائر العصبية أعضاءنا الداخلية (الأحشاء) بعضلاتنا وعمودنا الفقري (الجهاز الجسدي)، قد يبدو الأمر معقدًا.

يعمل الجسم على حلقة مستمرة من التغذية الراجعة بين الدماغ والحبل الشوكي والأعضاء الطرفية.

ولو أن المعدة متهيجة، ربما بسبب التهاب أو عدوى، هذا التهيج لا يقتصر على موضعي، فمن خلال مسارات عصبية معقدة، يمكن أن يمتد الانزعاج إلى مناطق من الحبل الشوكي تشترك في نفس الإمداد العصبي، ولأن الحبل الشوكي يتصل أيضًا بعضلات الظهر، فقد تشعر فجأة بتيبس في الظهر أوتشنجات العضلات في حالة عدم وجود أي إصابة فعلية.

يؤدي الخلل الوظيفي أو الشد في بعض أجزاء العمود الفقري، وخاصةً تلك الموجودة في منطقة الصدر أو أعلى أسفل الظهر، إلى إرسال إشارات غير طبيعية تُعطّل الأداء الطبيعي للمعدة أو الأمعاء.

لهذا السبب، تستمر أعراض الجهاز الهضمي أحيانًا حتى مع ظهور نتائج طبيعية في جميع اختبارات الجهاز الهضمي، قد لا يكون مصدر المشكلة في الأمعاء إطلاقًا.

اقرأ أيضًا: متى تكون آلام الظهر علامة على الإصابة بالسرطان؟

ليست كل مشكلة في الأمعاء هي مشكلة في العمود الفقري

هذا لا يعني أن كل ألم في المعدة ناتج عن مشكلة في الظهر، سيكون هذا تبسيطًا مفرطًا، ولكن في الطب، وخاصةً في الحالات التي لا تقدم فيها الاختبارات القياسية إجابات واضحة، من المهم توسيع نطاق التشخيص، فكما يمكن أن يؤدي التوتر إلى متلازمة القولون المتهيّج (أعراض القولون العصبي)، يمكن أن يتنكر خلل العمود الفقري في بعض الأحيان على أنه اضطراب في الجهاز الهضمي.

التعرف على علامات الارتباط بين العمود الفقري والأمعاء

- غالبًا ما يبلغ المرضى الذين يعانون من مشاكل في الأعضاء الداخلية عن مزيج محير من الأعراض: آلام الظهر التي تزداد سوءًا مع نوبات الجهاز الهضمي، أو أعراض الجهاز الهضمي التي تظهر بعد فترات طويلة من الجلوس أو بعدإصابة في العمود الفقريقد لا يتمكنون دائمًا من ربط النقاط، ولكن الطبيب الجيد يجب أن يفعل ذلك.

قد يهمك: 4 أضرار يسببها «الكرش» للعمود الفقري

- إن التقييمات البسيطة للعمود الفقري، وجس عضلات العمود الفقري، والتحقق من وجود ألم قطعي، لا تستغرق الكثير من الوقت ولكنها يمكن أن توفر أدلة قيمة.

- إن دمج تقييم العمود الفقري والجهاز العصبي في تقييم أعراض الجهاز الهضمي المزمنة قد يفتح آفاقًا جديدة للتشخيص والعلاج. إمكانية التخفيف واردة، سواءً من خلال تصحيح الوضعية، أو العلاج اليدوي الموجه، أو التدخلات العصبية.

- ينبغي على كليات الطب وبرامج التعليم المستمر أن تُبرز العلاقة بين العقل والجسم في مناهجها. فمستقبل الطب، في نهاية المطاف، يكمن في النظر إلى المريض ككل، لا مجرد مجموعة من أجهزة الجسم.